زينرجي يتحدث مع الاستشاري الطبي الدكتور عميش يوسف عميش عن حساسية الطعام، ما الذي يسببها، وكيفية تشخيص ما إذا كنت تعاني منها أم لا.
حساسية الطعام هي استجابة مناعية معاكسة للطعام. ومع ذلك، يجب التمييز بين الحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام. يمكن أن يحدث عدم تحمل الطعام بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية أو بسبب عدم وجود مواد كيميائية أو إنزيمات معينة ضرورية لهضم مادة غذائية؛ ولا علاقة له بجهاز المناعة. من ناحية أخرى، تحدث حساسية الطعام عندما لا يتم تكسير بروتينات معينة في العملية الهضمية ويتم تمييزها بواسطة جسم مضاد محدد يسمى الغلوبولين المناعي E (IgE). يوضح الدكتور عميش: “عندما يتم تمييز هذه البروتينات، ينخدع الجهاز المناعي فيتعامل مع البروتين كما لو كان مادة ضارة، مما يؤدي إلى رد فعل تحسسي”. وفي حين أن نسبة الأشخاص الذين يصابون بالحساسية الغذائية تتراوح بين اثنين و10 في المائة، إلا أن هذه الحساسية تكون أكثر شيوعا عند الأطفال بشكل عام مقارنة بالبالغين.
في حين أن الفول السوداني يمثل الحساسية الغذائية الأكثر شيوعا، فإن الحساسية الغذائية الأخرى تنتج عن مستويات عالية من البروتين في أشياء مثل حليب البقر والبيض والقمح وفول الصويا والأسماك والمحار وجوز الأشجار. "عندما يتناول الشخص المصاب بحساسية الطعام طعامًا يعاني من حساسية تجاهه، يطلق الجهاز المناعي الأجسام المضادة IgE التي تحفز معظم الخلايا التي تحتوي على الهستامين، وهو مركب يتم إطلاقه استجابة للإصابة وفي تفاعلات الحساسية والالتهابات". يشرح عميش. عندما يتم إطلاق هذه الهستامين مع مواد كيميائية أخرى، قد تحدث الأعراض في غضون ثوانٍ أو حتى ساعة بعد تناول الطعام المحدد.
يمكن أن تكون أعراض رد الفعل التحسسي تجاه الطعام خفيفة أو حادة، وإذا لم يتم علاجها، فقد تؤدي إلى الوفاة. من الأعراض المرئية الشائعة خلايا النحل، والتي تظهر على شكل نتوءات حمراء مثيرة للحكة على الجلد. الوذمة هي رد فعل شائع آخر، وهو تورم الجلد، خاصة حول العينين والشفتين واللسان. قد تحدث أيضًا تفاعلات هضمية مع أعراض مثل آلام في المعدة وحكة في الفم مع نتوءات وغثيان وقيء وإسهال وبراز دموي عند الرضع والأطفال وطعم معدني يبقى في الفم. ومع ذلك، يمكن اعتبار حساسية الطعام أكثر خطورة عندما يتأثر الجهاز التنفسي أو الدورة الدموية. في حين أن سيلان الأنف والسعال والتطهير المستمر للحلق هي أعراض أقل خطورة، فإن الأعراض الأكثر خطورة هي إغلاق القصبة الهوائية، مما يؤدي إلى صعوبة في البلع والتنفس. الصفير وتلون الشفاه والجلد باللون الأزرق هي علامات تشير إلى هذا التفاعل المحدد. وفي الحالات الشديدة الأخرى من رد الفعل التحسسي تجاه الطعام، قد تؤثر الأعراض على الجهاز التنفسي والدورة الدموية، وهو ما يُعرف باسم الحساسية المفرطة. عندما تتأثر مناطق الجسم التي لم تكن على اتصال مباشر مع طعام معين برد الفعل التحسسي بسبب عدم توزيع العناصر الغذائية في جميع أنحاء الجسم، تتسع الأوعية الدموية، مما يسبب انخفاضًا في ضغط الدم وربما فقدان الوعي. الأشخاص المصابون بالربو أو الحساسية تجاه الفول السوداني أو المكسرات أو المأكولات البحرية يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالحساسية المفرطة.
يقول الدكتور عميش: "إن التشخيص السريري مهم للغاية من حيث تحديد الأطعمة المحددة التي تسبب الحساسية". "واحدة من أسهل الطرق التي يمكن لأخصائي الحساسية من خلالها اختبار الحساسية الغذائية هي من خلال اختبار وخز الجلد." يتم استخدام لوح صغير ذو إبر بارزة مع وضع المواد المسببة للحساسية إما على اللوح أو على الجلد مباشرة. ثم يتم ثقب الجلد، مما يسمح للمواد المسببة للحساسية بالدخول إلى الجسم. ومع ذلك، لا يمكن استخدام هذا الاختبار إلا للأجسام المضادة IgE، مما يترك ردود الفعل التحسسية للأجسام المضادة الأخرى غير مكتشفة. يعد اختبار الدم أيضًا وسيلة فعالة لاختبار الحساسية. في حين أن اختبار الدم يمكن أن يختبر أكثر من مسبب للحساسية في وقت واحد، إلا أن الجانب السلبي هو أنه لا يعمل على جميع مسببات الحساسية المحتملة. يعد اختبار التحدي الغذائي هو الأفضل لاختبار جميع مسببات الحساسية الغذائية، بما في ذلك تلك التي تسببها مسببات الحساسية IgE. يتضمن ذلك إعطاء المريض مسببات الحساسية على شكل حبوب والسماح لطبيب الحساسية بمراقبة العلامات والأعراض. قد يكون التحدي الغذائي خطيرًا ويجب إجراؤه تحت مراقبة دقيقة نظرًا لاحتمال الإصابة بالحساسية المفرطة.
وفيما يتعلق بالعلاج، يقول الدكتور عميش، إنه يمكن استخدام مضادات الهيستامين، إلى جانب حقن الإبينفرين. يوضح الدكتور عميش: "إن تجنب الطعام الذي يسبب رد الفعل السلبي هو أسهل طريقة لتجنب رد الفعل السلبي". ويضيف الدكتور عميش: “يجب أن يحمل المريض حقن الإيبينفرين في جميع الأوقات، بحيث يمكن إعطاء الحقنة فورًا في حالة تناول طعام عن طريق الخطأ”. يوصي الدكتور عميش باستشارة طبيبك العام وكذلك طبيب الحساسية لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه بعض الأطعمة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات على هذا المقال. كن أول من يترك رسالة!